تونسيون في الفيلودروم...من العالمي تميم الى صابر خليفة مرورا بالمهدي بن سليمان

تونسيون في الفيلودروم...من العالمي تميم الى صابر خليفة مرورا بالمهدي بن سليمان


اخي العزيز انت في حضرة الجنوب الفرنسي
هنا مرسيليا الجميلة

هنا الفيلودروم


من هنا مر نجوم الكرة الفرنسية
ديدي ديشون و بارتيز و اغلب كبار فرنسا


في هذه المدينة الساحلية الفرنسية لعب اغلب نجوم افريقيا السوداء
ان انت ذكرتهم جميعا قد تقضي ساعات و ساعات
سنذكر ابيدي بيلي
و اتذكر ديديي دروغبا
و لن ازيد
فسأمرّ مباشرة الى ابناء بلدي ممن تقلدوا اغلى اقمصة الفرنسيين
سنبدأ بالعالمي تميم
الذي وقع ذات يوم عقدا خياليا مع جمهور الفيلودروم
في تجربة لم تعمر طويلا 18 لقاء و ثلاثة اهداف
قبل ان ياتي الدور على ولد الكرم و مستقبل المرسى المهدي بن سليمان
المهدي و بعد ان حاز اعجابنا ذات كاس افريقية في جنوب افريقيا
بات مطلوبا فورا في جنوب فرنسا
وهي للاسف تجربة لم تعمر طويلا


قبل ان يطل علينا هذه الايام خبر انتقال مهاجم منتخبنا صابر خليفة
لمرسيليا قبل ان تتطاير المليارات في صفقة يقال انه سيغنم منها 15 مليار في اربع سنوات
دون اعتبار الخمسة مليارات التي سيغنمها افيون
صابر خليفة ننتظر منه ان يكون اللاعب التونسي الذي لا يمر من مرسيليا مرور الكرام
صابر خليفة قبل سنتين كان في تونس نسيا منسيا قبل ان يصبح الظاهرة في بطولة فرنسا
نعم علينا ان نعيد حساباتنا في تقييم اللاعبين
فامثال صابر كثيرين في تونس ممن لا يلقون استحسانا في اذهاننا


قبل ان نخط حروف النهاية ساترككم مع كلمات كنا قد قلناها في العالمي تميم الذي كما اسلفنا كان ممن لعب قميص المرسيليين
دون ان نغفل ايضا على التونسي الفرنسي صبري الموشي الذي لبس القميص الغالي في فرنسا



العالمي تميم... في ذاكرة التونسيين
في زمن كانت فيه الكرة الافريقية نسيا منسيا
انتفض من هذه البلاد بعض رجال
ابهروا العالم في الارجنتين
من هذه الجواهر الكروية اخترنا قائدهم
من تلك الفلتات الكروية اخترنا اسرعهم
من هؤلاء الرجال اخترنا اشهرهم


من اولائك الابطال اخترنا العالمي تميم الحزامي
اخترنا احد مواليد الفاتح من جانفي 49
تميم الحزامي او تميم بن عبد الله لاتهمنا التسميات
بقدر ما يهمنا العنوان...فهو من متساكني حديقة الترجيين..
انت في حضرة المراوغ على الدوام...
انت في حضرة نجم كل الايام...
ارتبط اسمه برقم 7 فقد كان السبعة الحية
تميم ...تميم ...الكرة عند تميم...
هكذا كان يعلق المرحوم نجيب الخطاب و هكذا كنا نرى و نسمع
نعم من فرط ارتباط الكرة بقدمي تميم كدنا نشك
نعم من فرط سرعة تميم بالكرة كدنا لا نصدق
فضيفنا يا اخواني من الكبار...فضيفنا من فلتات هذه الديار...
قضت السبعة الحية كل السبعينات في اغلى الفرق
عشر سنوات تقريبا حاز فيها تميم ككل من يمر بالحديقة ب
القاب العادة بطولتان 74/75 و75/76  متتاليتان وكاس للجمهورية 80
ضيفنا حاز كل صفات المهاجم اذ والى جانب المراوغة الجميلة
والسرعة الفائقة و الانطلاقات المباغتة كان هدافا
اذ كان هداف الترجيين في 72/73 ب 10 اهداف
و  ايضا في 75/76 ب 12 هدفا
ضيفنا يا جماعة كان من قلائل اللاعبين الذين بامكانهم
ان يقلبوا المباريات فقد كان الخطاف الذي يصنع الربيع
تميم الحزامي ومنذ انتقاله للترجي قادما من الضاحية الجنوبية
اصبح محط الانظار و اصبح مرمى لكل العيون


لذلك لم يتاخر استدعاؤه لمنتخب النسور فكانت المباراة امام امال فرنسا
في 9/4/72 مباراة البدايات و مباراة انطلاق الفرجة
فرجة و ابهار و عطاء مع منتخب البلاد تواصل حتى افريل 81
و 69 مشاركة دولية و 12 هدفا
كان خلالها النجم الذي يهابه المنافسون واسالوا عليه المصريين
ذات يوم حين عاث فيهم ابداعا حين كان وراء رباعية المرور للارجنتين


سجل اهداف بعضها بطريقه ذكيه وخادعه
وبعضها تم التلاعب على المدافعين في اسلوب اضحك الكثير .
سجل اهداف معتمدا بها على قوة قدمه وكانت اهداف خارقه للعاده .
سجل اهداف بطريقة اللمسه الواحده داخل الصندوق
وساعده على ذلك التمركز السليم وسرعة البديهه .

و في الارجنتين بهر تميم كل الدنيا وفي الارجنتين ايقن كل العالم

اننا امام لاعب غير عادي بعد ان اسكت المكسيكيين وبعد ان كاد يسجل
للبولنديين هدفا من وراء العقل قبل ان يقف الالمان امام حقيقة الكرة
الافريقية الجديدة..!!
هزمت تونس من بولندا في كاس العالم 78 بهدف للاشيء
وخرجت على اثرها تونس من النهائيات,
 لكن وقف الجميع احتراما لتميم الحزامي وصفق  البولنديين له ..!!


لذلك كان اعتراف الفيفا بنجمنا الكبير تميم بعد ان اختارته ضمن
افضل 34 لاعب في العالم في الدور الاول في نهائيات الارجنتين
نجمنا العالمي و بعد ان ابهر المارسيليين ذات يوم في مباراة ودية
فاز فيها الترجي على اولمبيك مارسيليا برباعية كاملة


وقع عقد الالتحاق بجمهور الفيلودروم في صفقة عدت خيالية انذاك
ان تلعب في مرسيليا في تلك الايام لم يكن امرا سهلا
ان تكون من نجوم البطولة الفرنسية قي تلك الايام لم يكن امرا هينا
ان تلعب جنبا الى جنب مع نجم الفرنسيين جون فرنونداس لم يكن امرا يسيرا
وان تتقاسم اهات الاعجاب مع ماريوس تريزور في ملعب الفيلودروم
لم يكن في متناول أي كان
تجربة احترافية لم تعمر كثيرا في فرنسا ب 18 لقاء و 3 اهداف
امام براست وستراسبورغ و ليون


تجربة لم تعمر كثيرا بعد معاناة من العنصرية
 وبعد سوء تفاهم مع مدربه في مرسيليا
و بعد اغراءات خليجية حملته للاتحاد السعودي
الاتحاد السعودي الذين لا يزالون الى يومنا هذا يتحدثون عن مرور هذا الاعجوبة
ذات يوم بديارهم
عالمية تميم اكتملت ذات يوم لا ينسى
حين وقع استدعاؤه في منتخب العالم ليكون ممن اثثوا حفل
اعتزال الاسطورة بيلي في نيويورك الامريكية
ان تكون ضمن ضيوف مدينة كوسموس يومها
وان تكون في منتخب العالم في حفل حضر فيه
كل نجوم الكرة العالمية انذاك لن يكون الا عالمي.
لكن وبما ان لكل بداية نهاية اعتزل تميم الكرة
و اعتزلت معه تلك النجومية وتلك المراوغات الحصرية
قبل ان يعود تميم وهو الحائز على الدرجة الثالثة مدربا لاداني المنتخب
و قبل ان يقع تعيينه في مونديال 2002 متابعا و مراقبا لمنافسي منتخبنا
قبل ان يكون من ضحايا الباك +2 في جامعتنا والتي حالت دونه
و الوصول الى عتبات الجامعة فقرر الابتعاد والانعزال
لكن ومهما ابتعد ومهما طالت الايام والسنوات
سيبق تميم في ذاكرة الترجيين وفي ذاكرة كل التونسيين

خير من لبس قميص البلاد  وخير من ابهر العباد


Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

العقوبة التي عاقب الله بها ابينا آدم وأمنا حواء حينما أكلا من الشجرة

معنى اسم ميرنا