عابد الموروث وعابد الله

عابد الموروث وعابد الله

"""""""""""""""""""""""


- عابد الموروث بيتجنن ويتخض وينفعل لو وجد شخص يسعى لجعل الناس تتعلم كيفية معرفة أقرب فهم لمراد الله الحقيقي إذا كان يخالف ما كان عليه الآباء والأجداد .
- العابد لله حقا هادئ متوازن بشوش يستمتع كلما وجد معلومات أحدث أو توصل إلى فهم أعمق وأكثر منطقيا وإقناعا ولا يعبأ إن خالف ما كان عليه الموروث
-------
- عابد الموروث يحاول بقوة وبحدة استخدام الترويع والتخويف إن وجد شخصا يحاول الخروج من إطار ما برمجه عليه الموروث .
- عابد الله حقا عنده استعداد لنسف أي فكرة موروثة إذا ما ثبت فعليا أنها خطأ وليست صحيحة وأن هناك ما هو أفضل منها
-------
- عابد الموروث يعيش قرون وسنوات على فهم السابقين ، يرى أنهم هم الأفضل والأفهم والأحسن وإذا ما وجد شخصا يحاول التفكير خارج إطار فهم الآباء والأجداد يهب صارخا (إنه يسفه العلماء) !! ارجع إلى القرآن لترى من يستخدم كلمة (يسفه) وترى من يسير على نهجهم .
- عابد الله حقا يعلم أن وعي البشر يتطور ويزداد ، يعي لماذا نهى النبي الصحابة أن يفسروا القرآن والحديث وإنما ينقلونهم بالنص لأن كل أمة ستفهم بحسب زيادة وعيها ، يعلم بوعي معنى حديثه الشريف " نَضَّرَ اللهُ امرأً سمِعَ منَّا شيئًا فبلَّغَهُ كما سمِعَهُ ، فرُبَّ مُبَلَّغٍ أوْعَى من سامِعٍ" .. أي رب مبلغ في أزمنة قادمة حديثة أوعى من سامع يقف بيننا الآن من الصحابة !
-------
- عابد الموروث دائما يفهم كلام الله وأحاديث النبي وفق ما تم برمجته عليه في الموروث ، يظن دائما أن هذا هو الحق وأن هذه هي العقيدة ، ويهب فورا متهما من يختلف مع الموروث بأنه "يخالف العقيدة" لا يدري أن العقيدة في عقله هو ما تم برمجته عليه من الموروث .
- عابد الله حقا يفهم كلام الله وأحاديث النبي دائما وفق التدبر والوعي الذي لا يؤله السابقين ولا يعتبرهم منزهين عن الخطأ ، يفهم حديث النبي "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" على أنه يتحدث عن الخيرية في الثواب وليس في الوعي والإدراك ، خيرية الثواب تجعلهم يحصدون حسنات كل من جاء بعدهم لذا سيكونون دائما في الخيرية مهما زاد تطور وعي اللاحقين فثوابهم يصب في ثواب من بلغ الدين في القرون الأولى .
-------
- عابد الموروث يقرأ دائما كتب الموروث أكثر من قراءته لكتاب الله ، بل إذا ما أراد فهم مراد الله فتح كتب الموروث ليخبروه عما يريد الله !! هذا عمق معنى جعل مع الله شريكا يخبرك عن مراده !!!
- عابد الله حقا يقرأ كتاب الله بوعي ، يعلم أن الله قال "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" ويعلم أن الله قال "أفلا يتدبرون القرآن" ، يحاول فهم الآيات بعمق ، ثم عندما يصل لمعنى يعود لأكثر من شخص من علماء الموروث ليرى آرائهم ثم يستفت قلبه ويأخذ ما يراه أقرب صوابا لمراد الله .
-------
- عابد الموروث يأخذ كلام الموروث بلا تبين ، بلا تفكر ، لأنه مبرمج على أنهم أفضل فهما وأفضل وعيا ، يرى دائما نفسه أقل من السابقين ، وأغبى منهم ، بل لا يجرؤ على التفكير عكس تفكيرهم ، لذا دائما لو سألته عن أي شيء في الدين : من أين فعلت ذلك وما مصدره ؟ سيتلخبط وربما لا يعلم لكنه يفعله لأنهم "هما اللي قالولي" !! مثلا : اسأله : ما معنى المنكر ؟ سيرد بناءا على ما تم برمجته به من الموروث ، لكنه لا يعلم ما المصدر لهذا المعنى ، لذا يطبق آيات الله "النهي عن المنكر" عن المنكر الذي في رأسه وليس المنكر الذي يقصده الله في كتابه !!! لذا تجده يردد دائما أن الدنيا دار مشقة ، وأن معنى كبد في القرآن أي معاناة وتعب ، وأنه عندما يدعو الله ربما يستجيب له وربما يزيل عنه شيئا سلبيا وربما يؤخره ليوم القيامة (مع أن في هذا حديث صحيح لكنه يفهمه كما فهمه علماء الموروث بما ينسف آيات أخرى تحث على اليقين) ، تجده يضخم ما ضخمه الموروث ويتشنج بسببه وينفعل ، ويتساهل مع ما ضخمه الله في القرآن ويجده شيئا عاديا !! في القرآن مثلا أن تقل لأبوك وأمك أف أكبر عند الله من الزنا وشرب الخمر ! ، وأن تستهزئ بشخص وتهمز وتلمز عليه أصعب عند الله من القتل ! فمن يقتل يقتل شخصا بعينه أما من يستهزئ ويهمز ويتكلم على الناس ربما قتل آلافا وأمما بدم بارد وهو يظن أنه يحسن صنعا .
- عابد الله يفكر في كل شيء ، لا يأخذ كلاما عن الله أو عن النبي إلا بعد التأكد منه والتبين والتفكر كما أمره الله ، لذا تجده واعيا فاهما مرتاحا أثناء تطبيق الدين
-------
- عابد الموروث إذا ما واجه فكرة تناقض ما برمجه عليه الموروث يتزلزل ، يخاف ، يرعبه الشك ، يجد نفسه في لخبطة حقيقية ، لا يقتنع بما في رأسه وليس لديه دليل "لأنه تم برمجته عليه" فيهب فورا للبحث في "آراء علماء الموروث" ليعمل لك "كوبي وبيست" لكلامهم !! تجد دائما يستشهد بقول "فلان وفلان" وربما لا لعلم أن أقوالهم هذه قد تتعارض مع ما قاله الله ورسوله !
- عابد الله الحق إذا ما واجه فكرة تناقض ما في رأسه ، ابتسم ، أحس بالانتعاش والتفكير ، وبدأ يبحث ويسمع من كل الآراء ، وأحس بمنتهى الراحة كلما اكتشف خطأ ما كان مبرمجا عليه في الماضي ، فيكون دائما في تطور وتحسن ، ويستطيع بسهولة إقناع أي شخص لأنه دائما يرجع إلى ما قاله الله ورسوله . وهما المصدرين الرئيسيين "بالترتيب" لأي فكرة يعتنقها ويعتقدها .
-------
- عابد الموروث تجده دائما انفعاليا غاضبا مهاجما مهزئا ساخرا مستهزءا بأي شخص يقدم فكرا جديدا مخالف لما تم برمجته عليه من الموروث .
- عابد الله تجده متفحصا هادئا متحدثا بلباقة مناقشا إن وجد الفكرة غير منطقية ، محاولا الوصول لفهم أعمق أو لتعديل فكر من يقدم فكرا مخالفا إن تبين له خطؤه .
-------
- عابد الموروث دائما يقرأ كتاب الله من أجل الانتهاء من أكبر عدد من الآيات والأجزاء ، لا يهمه ما يقرأ ، ولا يفقه معظمه ، المهم عنده الكم ، لأنه تبرمج من الموروث على أن هذا هو الصحيح ، ثم إن أراد التغيير بدأ بالحفظ أيضا "كالببغاء" بلا فهم ، ويستمتع ويسعد بكم ما يحفظ ويباري به أصحابه ، مع أنه لا يفهم ولا يطبق في الغالب ، نسي أن الله سمى من يفعل ذلك "مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا" ، وربما يكون الحفظ الذي يحفظه بلا فهم سببا لعقاب شديد من الله بسبب حمله مالا يفهمه ولا يطبقه ! لذا تجده دائما يدخل في منافسة من قرأ أكثر ، ومن حفظ أكثر ، وربما لم يدخل في منافسة طوال حياته من طبق أكثر بوعي !
- عابد الله بوعي لا يهمه كم القراءة ولا يهمه كم الحفظ ، وإنما يفعل ما كان يفعله الصحابة بهدوء فعمر بن الخطاب مثلا جلس قرابة السنتين مع سورة البقرة وحدها كي يفهمها ويطبقها حق تطبيقها قبل أن ينتقل لغيرها . عابد الله بوعي يعلم أنه بمجرد التطبيق والوعي سيتم حفر الآيات بسهولة في عقله بلا معاناة ولا تكرار ولا ترديد كالببغاء ، يعلم أنه يوم القيامة سوف يقرأ ويصعد بحسب ما قرأه بوعي وفهم وتطبيق ، ويعلم أنه في الآخرة سيعاقب إن كان يردد بلا فهم ولا وعي ولا تطبيق !
-------
- عابد الموروث يعرف المعلومات الدينية التي تؤهله لمهاجمة غيره والتفنن في إستخراج أخطائهم ، لذا دائما تجده حديث العهد بالدين يبدأ بالهجوم على الناس ويتفنن في تحليل آرائهم وكلامهم من أجل إثبات خطئهم وضلالهم ، يشبع غروره وكبره العلمي بتصيد أخطاء من يفكر خارج الصندوق ومن يفكر في إطار خارج عن الآباء والأجداد ، لذا هم شر كل أمة وسبب منع خير كثير على الناس كلما ظهر علم جديد . يكون دائما مشككا متهما للناس في نياتهم مخونا لهم ، لا يعي أبدا قول الله تعالى "إن الله لا يحب من كان خوانا كفورا" ولا يعي قوله "هماز مشاء بنميم ، مناع للخير معتد أثيم" .
- عابد الله بحق يعرف المعلومات الدينية ليطبقها على نفسه بهدوء ، ويحاول التدرب عليها لترقية نفسه ثم عندما يتقنها يبدأ بنصح غيره بلا إكراه ولا تخويف ، لذا دائما يكون مثالا لما يتحدث به ، يكون قرآنا يمشي على الأرض ويكون نموذجا لآيات القرآن برقي وأخلاق ووعي .
-------
- عابد الموروث يتوقف عقله تدريجيا بسبب تعوده على الاتباع لذا يريد دائما من يعطيه تفصيلات وخطوات وأدوات كي يمشي عليها تدريجيا . لذا يتبع دائما خطوات آخرين والتي ربما لا تكون مناسبة لحاله ولا عمره ولا بنائه المعرفي.
- عابد الله بحق بمجرد وصوله للمعلومة يبتكر لنفسه طرقا وأدوات تتناسب معه وفق حالته وبنائه المعرفي فيزداد تطورا وذكاءا ووعيا يوما بعد يوم
-------
- عابد الموروث يحدث له دائما كل ما حدث لمن يقرأ لهم ، سيحدث في حياته على مر الزمان ما حدث للسابقين من سجن وتشريد ونفي وتضييق بسبب ما كانوا يظنونه وفق وعيهم حينها .
- عابد الله بحق يعلم أن النتائج تحدث بسبب الاعتقاد ، لذا يكون حريصا جدا في أخذ المعلومات ممن كان لديهم معاناة في حياتهم ، ويسعى لفهم أعمق كي يصل لمراد الدين في جعل الحياة الدنيا جنة قبل تذوق جنة الآخرة .
-------
- عابد الموروث لا يفهم معنى الحنيفية الحقة ، يحفظها ويرددها لكنه لا يفهم عمق معناها ، وإن فهم معناها خاف ورأى نفسه أقل من ذلك بحجة تم برمجته عليها من الموروث أنه "غير متخصص" أو "غير مؤهل"
- عابد الله الحق يتبع الحنيفية ، ينسف كل المعلومات الماضية ثم يعيد إدخالها من جديد بعد تفحيص وتمحيص ، يعلم أن الله قال "ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه" لذا هو لا يسفه من نفسه بل يقدرها حق قدرها ، لذا تجده كل فترة أكثر وعيا وحكمة وقدرة على الاستنباط والفهم بصورة مذهلة .
-------
- عابد الموروث يتمسك بما قاله الآباء والأجداد لأنه يرى نفسه فيهم ، ويستثار إذا ما وجد انتقاد لهم لأنه يرى أن هذا الانتقاد سيفقده رشده وصوابه ، وإذا ما تم نسف شخصية قديمة تمسك وعبد شخصية أخرى جديدة ، يظل دائما يعبد بشرا ويختار دائما من لا يجعله يستخدم عقله لذا يحبذ من يعطيه الخلاصة بلا تشغيل للعقل .
- عابد الله حقا لا يعبد أحد ، سمع من الجميع ، ينسف الآراء التي لم يقتنع بها ويأخذ ما وافق فطرته ومراد الله في كتابه ، يعي دائما أن الله قال "بشر عباد ، الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هدى الله وألئك هم أولوا الألباب"
-------
- عابد الموروث يكره القراءة ، يحب الاستماع أكثر لأن القراءة بالنسبة له متعبة تدفعه لإعمال العقل والتفكير ، أما السماع فمريح لأنه يعطيه الخلاصة فينفذها وينتهي .
- عابد الله يعشق القراءة ، كلما وجد شيئا طويلا كلما استمتع لأنه سيعمل عقله أكثر ويفكر أكثر ويتبين من أكثر من مصدر بالقراءة والتفحيص والتمحيص فينمو عقله يوما بعد يوم ويستنشق علما يوميا .
-------
- عابد الموروث يعشق التكرار ، يردد كل ما قاله علماء المورث ، وإن أراد التجديد ، قدم نفس المعلومات لكن بأساليب أخرى ظنا منه أنه يجدد .
- عابد الله لا يكرر أبدا ، يتجدد يوميا وأسبوعيا بمعلومات أحدث وطرقا أفضل وأسرع ، يعيش في تجديد على الدوام ، لذا يكون أكثر تفهما وتقبلا وهدوءا ووعيا من غيره
-------
- عابد الموروث إن أراد أن يكتب مقالا أو يقدم شيئا تجده يرجع إلى كتب السابقين ليأخذ منها بالنص أو يعيد تقديمها بأسلوبه ، هو لا يفعل شيئا غير إعادة ما سبق ولا يقدم أي جديد . ويظنه جهلة الناس عالما . رغم أنه الآن تباع وناقل وليس عالم .
- عابد الله إن أراد أن يكتب مقالا أو يقدم شيئا يقدم وجهة نظره ورأيه هو ، دائما يأت بجديد يختلف عن السابقين في فهمهم ، وإن قرأ للسابقين قرأ لهم ليقدم منظورا آخر غير الذي قدموه لأنه يعلم أن بحر علم الله واسع وأن ما حصل عليه السابقون لا يساوي قطرة ماء من بحر العلم ، فيسعى لمعرفة قطرات أخرى جديدة فيبهر من حوله ويضيف كل فترة شيئا جديدا على العلم والوعي العام .
-------
- عابد الموروث لا يعرف إلا العلماء الذين ضخمهم الموروث وألههم ، لذا تجده دائما يحصر قراءته لهم ولمناهجهم ومذاهبهم ولا يخرج أبدا عن إطارها ، منتهى العبادة لغير الله دون وعي منه .
- عابد الله يعلم أن هناك الآلاف من العلماء الذين تجاهلهم الموروث ، فيبحث دائما وراء من تجاهلهم ليفاجأ أن هناك من العلماء من كان ذهنه متقدا واعيا أتى بروائع وحكم غاية في الإبداع والوعي فنهل منها واستفاد في تطوير طريقة تفكيره بسماعه لكل الناس وكل الآراء من مختلف التيارات .
-------
- عابد الموروث يعيش دائما بالظن ، دون أي درجة من التبين ، يرى ظنا منه أن علماء الموروث علماء أجلاء أفنوا حياتهم في العلم والدراسة والوعي ، رغم أنه لم يقرأ أي سيرة في الغالب لأحد منهم ولو سألته مثلا ما اسم ابن كثير ، لن يستطيع معرفة اسمه الشخصي ، ولا أي معلومات عن حياته ، لكنه يضخمه في عقله بشدة لأن الموروث ضخمه .
- عابد الله يعتبر أن كل علماء الموروث بشر ، يخطئون ويصيبون لذا يكون حذرا دائما في القراءة لأي منهم ، بل يكون حذرا في الأخذ من أي بشري على وجه الأرض لأنه لا يؤله وإنما يعمل عقله .
أحمد عمارة
الرياض - المملكة العربية السعودية

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

العقوبة التي عاقب الله بها ابينا آدم وأمنا حواء حينما أكلا من الشجرة

معنى اسم ميرنا

مرض العذري باللهجة التونسية او البواسير